اخبار لبنان

جولة الصباح الاخبارية: الأزمات تتفاقم محلياً من دون أفق حل… وضغط خارجي لتأليف الحكومة

تستمر المراوحة على الساحة الداخلية اللبنانية، على وقع ارتفاع منسوب التأزم والقلق على الصعيدين الامني والاقتصادي، بينما شكلت أزمة البنزين التي قيل إنّها انتهت، عنواناً لأخذ ورد بين الشركات المعنية ووزارة الطاقة انتهى بإعلان الوزارة والشركات عن خلل في التسعير سيتم تصحيحه ما سيعني رفع سعر الصفيحة الى الـ 70 ألف ليرة كما كان المعلن والمتداول قبل قرار الرفع الذي حدّد سعر الصفيحة بـ 61 الف ليرة، دون ان يتوافر البنزين في المحطات، وهو موجود طبعاً في المستودعات، وأغلبه تم شراؤه على سعر دولار الـ 1500 وليس على السعر الجديد 3900 ليرة للدولار.

بري يتخلى عن مبادرته

سياسيا، ظل الجمود سيد الموقف في الملف الحكومي، بحيث وصل على ما يبدو الجميع الى قناعة بتعذر تحقيق اي خرق يذكر في جدار الازمة الذي تحول سميكا جدا.

وقالت مصادر مطلعة على مفاوضات التأليف لـ “الديار” ان “المواقف المعلنة في الساعات الماضية لقياديين ونواب من حزب الله توحي بوصول مساعي الحزب الى حائط مسدود ما استدعى خروجه عبر الاعلام، ليلقي اي مسؤولية عنه”، لافتة الى ان “اصرار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على البقاء خارج البلاد بات مستفزا للجميع علما انه يوجه من خلاله رسالة مزدوجة، لاخصامه للقول لهم انه لن يرضخ لشروطهم كما لحليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري يقول له فيها انه يريد الاعتذار وانه ينتظر كلمة منه ليقدم على ذلك”.

وفي ظل تفاقم الصورة الكارثية للدولة الفاشلة حيال المجتمع الدولي علمت “النهار” ان معالم الاحباط بدأت تظهر على موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري حيال مبادرته لتسهيل تشكيل الحكومة. ومع ان بري يلزم الصمت منذ أيام، فان معلومات “النهار” تؤكد انه بات قاب قوسين او ادنى من التخلي عن مبادرته التي تعرضت للقنص السياسي، كما ان هذه المعطيات تبدو بالغة التشاؤم حيال استبعاد تشكيل حكومة قبل الانتخابات النيابية.

وفي حين عزت المصادر اسباب الجمود الحاصل الى عدم وجود نية حقيقية لدى الفريق الرئاسي لتشكيل الحكومة، لاحظت ان هناك محاولة للاستغناء حاليآ عن التشكيل والاستعاضة عنها بحكم البلاد بقرارات وتوجهات رئاسية، خلافا للدستور، كما يحصل في المعالجات السطحية للمشاكل المتدحرجة، والتي لا تؤدي الى وضع حلول جذرية، بل تؤدي الى التسبب بمشاكل اضافية واكثر حدة، كما يحصل في قطاع المحروقات والادوية والكهرباء والاغذية وغيرها.

واذ لاحظت المصادر ان ما يعيق التحرك العملي باتجاه التشكيل هي الاسباب والمطالب والشروط التعجيزية ذاتها التي طرحها الفريق الرئاسي، الا انها استدركت بالقول ان كل مايروج من وقت لآخر عن طروحات وافكار تجميلية، لا يعدو كونه محاولات لقولبة المطالب بغلافات جديدة وبذات المضمون ولاسيما مايتعلق الحصول على الثلث المعطل في اي تشكيلة تناقش، الامر الذي ابقى عملية التشكيل تدور في حلقة مفرغة.

المجلس الأعلى للدفاع
الى ذلك، عقد أمس اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا، برئاسة الرئيس ميشال عون، وقالت مصادر مواكبة للاجتماع لـ”اللواء” أن ملفات ذات طابع امني نوقشت في الاجتماع أمس وأشارت إلى أن ما اجمع عليه قادة الأجهزة الأمنية هو التأكيد على الجمهورية الدائمة لرصد ومواجهة الأحداث كاشفة أن شكوى برزت من تراجع مدخول القوى العسكرية على اختلافها.وهنا لفتت المصادر إلى أنه برز تشديد على إيجاد حلول لهذه القضية بين وزراء المال والدفاع والداخلية.

وفهم أن ما من أفكار طرحت حول كيفية رفد هذه القوى بالمردود المالي بإنتظار ما بتوافق بشأنه هؤلاء الوزراء.

وكشفت المصادر إن تقارير عرضت حول تعرض القوى الأمنية لاعتداءات أثناء التظاهرات ورمي قنابل مولوتوف عليهم. واذ لم يدخل المجلس في تفاصيل انعكاسات الوضع المالي والاقتصادي على الأرض كان تأكيد على مواصلة الأجهزة الأمنية عملها للمحافظة على الاستقرار وتطبيق القوانين.

إلى ذلك ناقش المجلس وفق المصادر موضوع الخزانات النفطية على الساحل بعدما شرح مدير عام الجمارك بالإنابة الملف وقد تبين ان قسما منها تقع من ضمن مناطق فيها مخالفات سكنية أي أن هناك تداخلا معها ولذلك كان القرار بتكليف وزارة الطاقة إعادة درس الموضوع مع الجهات المعنية وإجراء المسح للخزانات والتأكد من مطابقتها للسلامة العامة ومعالجة أي خلل. وافيد ان هذا الأمر يشكل هاجسا مع العلم انه في حرب تموز العام ٢٠٠٦ تعرضت هذه الخزانات للقصف.

تنسيق ثلاثي
ولكن ما بدا لافتاً على الصعيد الخارجي انه بعد أيام قليلة من لقاء وزيري الخارجية الأميركي والفرنسي في باريس، وتداولهما خصيصا في الملف اللبناني، أعلن امس وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تفاصيل اجتماع جمعه بوزير ‏الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف ‏لودريان.‏
وكتب بلينكن في تغريدة على “تويتر”: “أجريت مناقشة مهمة مع نظرائي السعودي ‏والفرنسي حول ضرورة أن يُظهر القادة السياسيون في لبنان قيادتهم الحقيقية من ‏خلال تنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتوفير ‏الإغاثة التي يحتاجها الشعب اللبناني بشدة”‏.

وفي هذا السياق نقلت “النهار” عن مسوؤل فرنسي رفيع متابع للملف اللبناني تأكيده ان باريس وواشنطن قررتا تعزيز التنسيق التام  للمزيد من الضغط على المسؤولين في لبنان لتشكيل حكومة. وقال المسوؤل لـ”النهار” ان التنسيق سيكون في كل مجالات الضغط الاميركي الفرنسي على اللبنانيين بما فيها العقوبات. وقال ان وزراء خارجية الولايات المتحدة انطوني بلينكن والفرنسي جان ايف لو دريان والسعودي الامير فيصل بن فرحان تناولوا الموضوع اللبناني في روما وان الثلاثة يعملون من اجل تنسيق تحرك الدول الثلاث باتجاه الدفع والضغط  لتشكيل حكومة وهي الضرورة الملحة حالياً لاخراج لبنان من انهياره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى