رفع الدعم يطال علف الدواجن.. وسعر “كرتونة” البيض إلى ارتفاع
كتبت ماريان طوق في “السياسة”:
في لبنان باتت الأزمات والمشاكل تتشعب أكثر فأكثر، ومع كل يوم تظهر “صرخة” جديدة وخطر جديد. وقد برزت مؤخرًا أزمة رفع الدعم عن علف الدواجن لتصبح “كرتونة” البيض في خطر على غرار سلع كثيرة جعلتها الصعاب شبه مفقودة من الأسواق اللبنانية.
فكيف ستؤثر إذا هذه الأزمة على المُزارع والمستهلك معًا؟
“السياسة” تواصلت مع صاحب مزارع ومحلات لتوزيع البيض روبير نديم سركيس، الذي أسف للوضع الذي وصلت إليه البلاد مؤكدًا أن “الاستمرار صعب بالنسبة للمزارع والمستهلك على حد سواء، والظروف ضيقة على الجميع”.
وأوضح “حين كان العلف مدعومًا وكانت الكلفة أقل بشكل عام، كان الوضع جيّدًا إلى حد يستطيع فيه المستهلك أن يحصل على كرتونة البيض مقابل 25 ألف ليرة لبنانية”، لافتًا إلى أن تكلفة طن العلف المدعوم “كانت 200 دولار أميركي أما اليوم فباتت توازي الـ 400 دولار، إضافة إلى أن كلفة إنتاج صندوق البيض (360 بيضة) هي 24 دولارًا على المزارع”.
ولفت إلى أن “البيض ما زال حتى الآن، أرخص من معظم المنتجات والسلع”.
ارتفاع في سعر “كرتونة” البيض
وأكّد سركيس أنّ الأسعار “مهددة بالتغيّر خاصة في هذا السوق الذي يعتمد على العرض والطلب”، مشيرًا إلى وجود “كميات من العلف المدعوم في مزارع معينة منذ حوالي الشهر، ولهذا السبب فقط بعض المُزارعين قادرين على الاستمرار حتى الآن”.
وأضاف “قد نتحمل لشهر أو شهرين لا أكثر، وقد يتغير الوضع ابتداء من منتصف شهر تموز”.
وتحدث سركيس عن ارتباط السوق المحلي بأسواق “الجيران”، قائلا “يتأثر السوق المحلي بالأسواق المحيطة، مثلا كنا نصدر الفائض في سوقنا إلى العراق، الكويت وقطر، لكن عندما كان المنتج مدعومًا مُنعنا من التصدير، وكنا نخشى كذلك من دخول البيض السوري إلى الأسواق المحلية في السابق. أما الآن فتبدلت الأوضاع، وسوق المنطقة المحيطة أفضل من سوقنا ومن المفترض أن يتحسن سوقنا”.
أما عن “كرتونة” البيض في الأسواق اللبنانية، فأكّد أنّ “سعرها سيلامس الـ 35 ألف ليرة لبنانية أقله”، مستبعدًا “توفّر أي حلول لمعالجة الوضع حتى بالدعم على اعتبار أن الأزمات كثيرة ومتعددة فالأدوية مفقودة والبنزين شبه مقطوع”.
وختم سركيس “من دون هذه المشاكل الاقتصادية كان وضع المزارعين صعبًا فكيف الآن مع تدهور الأوضاع بهذه القسوة؟”.
وعليه، أزمة جديدة تلوح في الأفق فهل يصبح البيض من المنتجات الكثيرة التي يبحث عنها اللبناني بـ “السراج والفتيلة”؟