“طابور الذل” شعار المرحلة.. هذا ما ينتظر اللبنانيين أمام المستشفيات!
فقد اللبنانيون الحد الأدنى من مقومات العيش، حتى الإستشفاء باتوا محرومين منه بعد الانهيار الشامل الذي يشهده القطاع الصحي في ظل غياب الدواء والمستلزمات الطبية وهجرة الأطباء وعجز الجهات الضامنة عن دفع المستحقات وارتفاع سعر صرف الدولار. هكذا يُطبق الانهيار التام على البلاد من كل حدب وصوب.
سيكون “طابور الذل” شعار المرحلة المقبلة، فبعد أن بات اصطفاف المواطنين في الطوابير أمام محطات المحروقات والمصارف والأفران، سيصبح “طابور المستشفى” أيضاً روتيناً يومياً مع إعلان المستشفيات عن تقليص خدماتها واستقبال أعداد محددة من المرضى، أو إقفال أقسام فيها. إذا بتنا في بلد الطوابير.
وأثار إعلان نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون توجه المستشفيات إلى تخفيف استقبال المرضى، مع اعتماد بعض المستشفيات على كوتا معينة بالنسبة لمرضى الجهات الضامنة، قلق الناس وخوفهم من خسارتهم امكانية الاستشفاء، في بلد خسروا فيه كل شيء.
في هذا السياق، أكد هارون توجه عدد كبير من المستشفيات نحو تقليص حجم خدماتها وخفض عدد الأسرّة لأنها لم تعد قادرة على تحمّل التكاليف ووقوعها في العجز.
وفي إتصال مع “الأنباء” الإلكترونية، أشار هارون إلى ان “سبب عجز المستشفيات هو تأخر الجهات الضامنة عن دفع مستحقاتها وعدم قدرة هذه الجهات على رفع الفاتورة الاستشفائية، كما واستهلاك المستشفيات موادًا غير مدعومة، كالطعام وأدوات التعقيم وغيرها، أما المستلزمات الطبية التي لا زالت مدرجة على لوائح الدعم، فأسعارها تضاعفت جراء دفع 15% من سعرها وفق دولار السوق السوداء، خصوصاً مع ارتفاع سعر صرف الدولار”.
إلّا أن هارون كشف عن مسعى لوزير المالية غازي وزني لدفع 101 مليار ليرة للمستشفيات، لكنه بدا متشائمًا بسبب المماطلة وإضاعة الوقت بين وزارتي المالية والصحة لإنجاز المعاملات.
وختم هارون حديثه لافتًا إلى أن “المستشفيات لا تلقى أي دعم من الخارج للصمود، رغم الاتصال بالمنظمات الدولية، لأن هذه المنظمات والدول المانحة تربط كل المساعدات بالشروط المعروفة، ألا وهي تشكيل الحكومة والقيام بالإصلاحات”.