اخبار لبنان

جولة الصباح الاخبارية: حرب البيانات تضرب مبادرة بري “بالمباشر”… وحكومة الاقطاب على الطاولة

بين التشاؤوم والحذر تترنح مبادرة الرئيس نبيه بري للخروج من الأزمة الحكومية، على وقع حرب بيانات بين القصر الجمهوري وبيت الوسط، لم تترك للصلح مطرح، وقدمت خدمة لرئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، سمحت له بالخروج من دائرة التعطيل ورميها في ملعب الرئيس سعد الحريري. وشكّلت الزيارة التي قام بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى القصر الجمهوري أمس، وطرحه تشكيل حكومة أقطاب، اعادة خلط للأوراق.

مبادرة بري مستمرة ولكن!
وبانتظار ما ستحمله الساعات المقبلة من مساعي تهدئة على الجبهات المتناحرة، حذرت مصادر متابعة لمبادرة الرئيس نبيه بري من الحديث عن ان هذه المبادرة انتهت، مكتفيةً بالتأكيد لـ”نداء الوطن” أنّ “الاتصالات ستبقى مستمرة خلال الساعات المقبلة في محاولة لتهدئة الأجواء المتوترة وخفض مستوى التشنج بين بعبدا وبيت الوسط”، ورأت أنّ “الفرصة ما زالت قابلة للحياة في حال صفت النيات، خصوصاً وأنّ الرئيس المكلف أبدى تجاوبه مع الأفكار المطروحة للحل، وأصبحت الكرة الآن في ملعب رئيس الجمهورية ورئيس “التيار الوطني الحر” للإقدام على ملاقاته عند منتصف الطريق”.

وأشارت المصادر لـ”البناء” إلى “إصرار من قبل ثنائي أمل وحزب الله على متابعة الجهود والمساعي والعمل لإنجاح مبادرة بري لكونها تشكل المبادرة الوحيدة والفرصة الأخيرة للحل”، مضيفة أن “اللقاءات والمشاورات مستمرة وهناك أفكار واقتراحات جديدة ستطرح على المعنيين ومحاولات متكرّرة باتجاه النائب جبران باسيل لإقناعه بالتنازل في العقدة الأخيرة المتمثلة بالوزيرين المسيحيين في المقابل وكذلك حثّ الرئيس الحريري على التنازل أيضاً على هذا الصعيد”.

وفي ما كان مقرّراً أن ينعقد لقاء ثانٍ بين الخليلين وباسيل لاستكمال المشاورات، أكدت المصادر أن “اللقاء لم يعقد لكن المشاورات مستمرّة وأن حرب البيانات أثرت سلباً على الأجواء الإيجابية وفرملت بعض اللقاءات والاتصالات بانتظار عودة جميع الأطراف إلى التهدئة لاستكمال الاتصالات”.

البطريرك الراعي على الخط
في هذا الوقت، دخل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي على خط الاتصالات وزار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر امس، وشكّلت دعوته الى تشكيل حكومة أقطاب واحدة من المبادرات الجديدة على الساحة للخروج من الأزمة الحكومية.

وفي حين اعتبرت المصادر أن مثل هذه الدعوة ينسف كل دعوات ومواقف البطريرك السابقة والداعية لتشكيل حكومة اخصائيين من غير الحزبيين وتتناقض معها كليا، تساءلت عن اسباب هذا التبدل واهدافه في الوقت الذي يسعى معظم الاطراف لتشكيل حكومة مهمة استنادا للمبادرة الفرنسية.

ومن هنا، جزمت المصادر لـ”نداء الوطن” أنها كانت فكرة “بنت ساعتها”، ولم يجرِ الإعداد مسبقاً لهذا الطرح، إنما جاء كلام البطريرك بهذا الخصوص على سبيل محاولات التفكير في السبل الآيلة للخروج من الأزمة واجتراح الحلول التي يمكن أن تؤدي إلى تشكيل الحكومة، لا سيما وأنّ البطريرك لاحظ خلال لقاء بعبدا أنّ “الآفاق مسدودة” فذكّر بحكومة الأقطاب إبان ولاية الرئيس فؤاد شهاب، من باب الإضاءة على النماذج التي سبق أن تم اعتمادها في لبنان لمواجهة الأزمات، مؤكدةً أنها “فكرة عابرة ولن يحوّلها البطريرك إلى مبادرة ولن يسعى إلى تسويقها لدى الأفرقاء السياسيين”.

وفي هذا الإطار، قالت مصادر التيار الوطني الحرّ لـ”الأخبار” إن “الراعي حقق خرقاً كبيراً بالدعوة الى حكومة أقطاب، وهذا يعني تخلياً عن المبادرة الفرنسية”، مشيرة إلى أنه “قد يتناقش مع بري في هذا الأمر”. وأضافت المصادر أن “الاتفاق كان على أن يمهد الحريري مع رئيس المجلس لزيارة الى بعبدا، لا أن يضع الاثنان تشكيلة حكومية لفرضها على عون، فالصيغة يجب أن تناقش مع رئيس الجمهورية لا مع أي طرف آخر”.

في الموازاة، استغربت مصادر سياسية ما نقلته مصادر بعبدا عن استياء البطريرك الماروني بشارة الراعي لما ورد في بيان “تيار المستقبل” تجاه رئيس الجمهورية ميشال عون باعتباره يستهدف مقام رئيس الجمهورية وقالت انه يجب التأكد من صحة هذا الموقف ومدى صحته، لانه لايمكن التعليق عليه هكذا بمجرد الاعلان عنه. ولكن لا بد من التأكيد على ان الحرص على مقام الرئاسة واجب، مادام رئيس الجمهورية وفريقه السياسي حريصين على باقي المقامات.

في المقابل، لم تر الأوساط المعنية والمواكبة للتطورات السلبية المتعاقبة لـ”النهار” أي امكان لترجمة ما طرحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد زيارته امس لقصر بعبدا من تشكيل حكومة اقطاب مصغرة على غرار تجربة الحكومة الرباعية في عهد الرئيس فؤاد شهاب، نظرا الى جملة عقبات جوهرية ابرزها استحالة التوافق الداخلي على حكومة كهذه والصدى السلبي لاعادة تشكيل حكومة ذات طابع سياسي مفرط لدى المجتمع الدولي الذي يشترط حكومة إصلاحية من المستقلين لمد لبنان بالدعم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى