ايران… في العلن الموت لإسرائيل وتحت الطاولة صفقات أسلحة
يظهر التاريخ أن العداء المعلن بين إيران وإسرائيل مجرد أكاذيب، فقد تناولت عدة صحف عالمية تفاصيلاً مثيرة عن تصدير الأسلحة الإسرائيلية لإيران.
وبالعودة سنوات إلى الوراء يظهر التعاون الإسرائيلي- الإيراني في مجال الأسلحة، فالتاريخ يثبت انه في ٦ كانون الأول ١٩٨٠ وصل الشيخ صادق طبطبائي مستشار ولي الفقيه الخميني ويوسف عازر مستشار منيحيم بيغن الى تل أبيب، وفي اذار ١٩٨١ بدأت شركة TAT الإسرائيلية بتصدير السلاح إلى طهران عبر أندريه فريدل وزوجته اليهوديان الإسرائيليان، اللذان يعيشان في لندن، ضمن خمس صفقات سلاح كبرى.
وفي ١٠ تموز ١٩٨١تسلمت طهران الشحنة الأولى حيث كان سمسار العملية التاجر البريطاني إستويب ألن ، وفي ١٢ تموز ١٩٨١ تسلمت ايران الشحنة الثانية عبر ذات السمسار، وشحنة ثالثة في ذات اليوم حيث حطت الطائرة نفسها في مطار لارنكا قادمه من طهران وغادرت في اليوم نفسه إلى إسرائيل يقودها الكابتن كرديرو وفي اليوم التالي حطت الطائرة نفسها قادمة من تل ابيب وغادرت إلى طهران في اليوم نفسه يقودها الكابتن نفسه كرديرو.
وفي ذات الشهر إنكشف تصدير الاسلحة الإسرائيلية إلى إيران عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة اروريو بلنتس وهي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران وإسرائيل محملة بأنواع السلاح وقطع الغيار وذلك بعد ان ضلت الطائرة طريقها ودخلت الأجواء السوفيتية.
وعن الجسر الجوي بين إسرائيل وايران كتبت صحيفة التايمز اللندنية، لافتة الى التاجر البريطاني إستويب ألن، وفي آب ١٩٨١ أعلن ناطق رسمي بإسم الحكومه القبرصية في نقوسيا أن الطائرة الأرجنتينية من طراز (كنادير سي إل 44) رقم رحلتها ( 224 آى آر ) قد هبطت في 11 تموز 1981 في مطار لارنكا قادمة من تل ابيب وغادرته في اليوم ذاته إلى طهران حاملة 50 صندوقاً وزنها 6750 كيلوغرام و في 12 تموز حطت الطائرة نفسها في مطار لارنكا قادمه من طهران و غادرته في اليوم نفسه إلى إسرائيل يقودها الكابتن (كرديرو) و في 13 من ذات الشهر حطت الطائرة نفسها قادمة من تل ابيب وغادرته إلى طهران في اليوم نفسه يقوده الكابتن نفسه.
الامر لم يتوقف عند هذا الحد ففي ٢٤ اب ١٩٨١ إعترف الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني أنه أحيط علماً بوجود العلاقة بين إيران وإسرائيل خلال مقابلة مع جريدة ( الهيرلد تريديون) الإمريكية مبرراً ذلك بعدم استطاعته مواجهة التيار الديني الذي كان متورطاً في التنسيق والتعاون الإيراني الإسرائيلي.
من جانبها اعترف إسرائيل في 3 حزيران ١٩٨٢ على لسان مناحيم بيغن بأنها كانت تمد إيران بالسلاح وعلل وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك شارون أسباب تصدير الاسلحة إلى إيران بأنه لاضعاف العراق.
وقد أفادت مجلة ميدل إيست البريطانية في عددها الصادر في تشرين الثاني ١٩٨٢ أن مباحثات تجري بين إيران وإسرائيل بشأن عقد صفقة تبيع فيها إيران النفط إلى إسرائيل في مقابل إعطاء إسرائيل أسلحة إلى إيران بمبلغ 100 مليون دولار كانت قد صادرتها من الفلسطينيين بجنوب لبنان.
واللافت انه في الفترة ما بين عامي ١٩٨٢ و١٩٨٦ وبينما كانت العقود توقع بين كل من شركة /اي. دي. اي/ التي تقع في شارع كفرول في تل ابيب وبين وزارة الدفاع الوطني الإسلامي، يمثلها نائب وزير الدفاع الإيراني، كان الحجاّج الإيرانيين إلى مكّة يرددون “الموت لإسرائيل… الموت لأمريكا”.