“سابقة خطيرة في تاريخ القدس” الاحتلال يهدد بهدم حي البستان الملاصق للأقصى بأكمله
القدس المحتلة – خــاص وكالة صفا
كشف عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب عن نية بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة هدم حي البستان بأكمله مجددًا، بعدما ألغت كل الاتفاقيات الموقعة مع سكان الحي، ورفضت المخططات الهندسية، وتجميد أوامر الهدم.
وقال أبو دياب لوكالة “صفا” يوم الأربعاء، إن بلدية الاحتلال أبلغت اللجنة ومحامي الحي، بإلغاء كل الاتفاقيات مع حي البستان، ورفضها المخططات الهندسية التي طلبتها من السكان كمخطط بديل عن الهدم.
وأوضح أن محكمة الاحتلال رفضت إعطاء تمديد بتجميد أوامر الهدم، التي وزعتها على سكان الحي مؤخرًا، وبالتالي ستقوم البلدية بعملية هدم لكافة المنازل، تمهيدًا لإقامة “حديقة وطنية توراتية”.
وأشار إلى أن سكان الحي قدموا سابقًا كل المخططات الهندسية لبلدية الاحتلال، واستوفوا الشروط اللازمة لأجل وقف عملية الهدم، وفي كل مرة يتم تجميد الأوامر، “لكن اليوم تفاجأنا بتنصل البلدية من كافة الاتفاقيات، وعزمها تنفيذ الهدم”.
وأضاف “نتيجة لهذا القرار وإصرار بلدية الاحتلال على تنفيذ مخططها، فإن منازل الحي أصبحت بدون غطاء قانوني، وفي مهب الريح”.
ويقع حي البستان على بعد 300 متر من السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، ويمتد على مساحة 70 دونمًا، يدعي الاحتلال أنه يمثل “إرثًا حضاريًا تاريخيًا للشعب اليهودي”، لذلك عمل على تهويد اسمه وتحويله إلى “حديقة الملك داوود”.
وتعود قصة الحي إلى العام 2005، حينما أصدرت بلدية الاحتلال قرارًا بهدمه بأكمله، وبدأت بتوزيع أوامر الهدم على سكانه البالغ عددهم 1550 نسمة، بحجة البناء دون ترخيص، رغم أن أراضيه ذات ملكية فلسطينية خاصة، ووقف إسلامي.
وبعدما رفضت بلدية الاحتلال المخططات الهندسية وتنصلت للاتفاقيات، يتخوف السكان من هدم منازلهم البالغ عددها 100، بأي لحظة، وتشريدهم بالعراء.
وعلى مرّ السنوات، صُدّقت خرائط هيكليّة لبعض أجزاء بلدة سلوان، إلا أنها لم توفر منطقة لازمة لتوسّع الحي ولم تزد من حقوق البناء فيه، ومع تعاظم الاكتظاظ بالبلدة، بدأ سكانه بالبناء من دون ترخيص حتى باتوا اليوم يواجهون خطر التشريد والترحيل.
وأضاف أبو دياب أن منازل الحي أصبحت في خطر ومهددة بالهدم في أي وقت، وهناك مخاوف شديدة من تشريد الآلاف من السكان المقدسيين.
ويشكل النساء والأطفال 65% من سكان حي البستان، وبعض المنازل بُنيت قبل عام 1948، ومنها ما بُنى قبل عام 1967.
واعتبر أبو دياب أن هذه الخطوة تشكل سابقة خطيرة في تاريخ القدس، وبداية لهدم جماعي وترحيل أحياء بأكملها، بهدف تفريغ المدينة من سكانها الأصلين.
وأكد أن بلدية الاحتلال بهذه الخطوة، تتحدى القانون الدولي والمجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية، وحتى الإدارة الأمريكية، وتريد إبعاد خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، محذرًا في الوقت نفسه من مخاطر إقدامها على تنفيذ أكبر عملية تهجير قسري للمقدسيين من حي البستان.
وقال: إن “مدينة القدس باتت على صفيح ساخن نتيجة تصاعد انتهاكات الاحتلال واعتداءاته على المقدسيين، بما فيها عمليات الهدم، والتهجير القسري للسكان، بهدف إقامة المشاريع الاستيطانية والتهويدية”.
خطوات تصعيدية
وحول الخطوات المقبلة لوقف الهدم، قال أبو دياب: قمنا خلال السنوات الماضية بالكثير من الخطوات الاحتجاجية والحراكات الشعبية والقانونية، والضغط الدولي، وتمكنا من تجميد أوامر الهدم، وسنعمل اليوم على تصعيد تلك الاحتجاجات”.
وأضاف “سنعزز تواجدنا وصمودنا في خيمة الاعتصام التي أقامها السكان لمواجهة مخطط الهدم، وسنتوجه إلى المؤسسات الحقوقية والدولية، لأجل حماية منازلنا”.
وتابع “إذا تم هدم الحي، فإن ذلك سيكون له تداعيات ومخاطر كبيرة على المقدسيين، بحيث سيتبعه هدم لأحياء أخرى، بهدف الانقضاض على المسجد الأقصى”.
وناشد أبو دياب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والدبلوماسيين للتحرك العاجل والضغط على بلدية الاحتلال لوقف هدم منازل حي البستان وطرد السكان.