ولفتت إلى أن “خلية الأزمة اجتمعت مع عمر سليمان ومبعوث لأمير قطر عدة مرات، والتقت بوفود عربية وتركية وكانت النتائج النهائية للاجتماعات فك الارتباط السوري بإيران وحزب الله عسكريا، وإجراء مصالحة وطنية شاملة حتى لجماعة الإخوان المسلمين، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السوريين (معتقلي الرأي) من السجون السورية، وأن تقوم دولة قطر بتقديم تعويضات مادية لجميع ضحايا الحرب، وبعد توقيع الاتفاق كان مقررا خروج الجامعة العربية بموقف موحد داعم لبشار الأسد تعقبه زيارة للملك السعودي إلى سوريا وتقديم مساعدات مادية للدولة السورية، لكن هذا الأمر أغضب إيران ووكيلها في الخلية جميل الحسن الذي اتهم حسن تركماني بالعمالة لتركيا أمام الجميع في الاجتماع قبل الأخير”.
وحسب المصادر ذاتها، وبعد “التوتر الكبير الذي حصل بين جميل الحسن وحسن تركماني وتهديد الحسن لتركماني واتهامه بالعمالة لتركيا والمشادة الكلامية التي حصلت بين آصف ومبعوث الجامعة العربية عمر سليمان، من جهة وبين جميل الحسن من جهة أخرى، ومع وصول الجنرال همداني وقاسم سليماني لسوريا، انشقت الدولة السورية لقسمين قسم يريد العمل مع الجامعة العربية وقسم موال لإيران، وكانت الغلبة للفريق الداعم للجهود العربية بدعم مباشر من الخلية المشكلة، وفي الاجتماع النهائي كان التوقيع على المبادرة العربية، وفي اتصال آصف شوكت مع مدير مكتب بشار الأسد، أبو سليم دعبول طلب آصف من مدير مكتب بشار صرف همداني وسليماني من سوريا، كل هذا كان قبل ساعات من تفجيرات خلية الأزمة”.
وتفيد المصادر بأن “جميل الحسن تغيّب عن الاجتماع على غير عادته وعن التوقيع النهائي، وكان قاسم سليماني وهمداني وماهر الأسد وجميل الحسن قد اتفقوا على إنهاء خطر آصف شوكت والخلية المشكلة، حيث قام أحد سائقي آصف شوكت بإدخال حقيبة المتفجرات إلى قاعة الاجتماع، وتم وضعها تحت الطاولة بشكل مباشر ومن وضعها وضعها بكل أريحية، حيث كان مكان الاجتماع محاط بأكثر من ألف عنصر أمن، ومن يعرف المكان يعلم أنه من المستحيل الوصول للمبنى والصعود لقاعة الاجتماعات ووضع متفجرات”، لافتة إلى أن “العمل كان مدبر بأوامر إيرانية وتوجيهات من ماهر الأسد شخصيا وجميل الحسن الذي تغيب عن الاجتماع”.
وذكرت المصادر أيضا أن “الخلية بدأت بالاجتماع في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا، وكان المكان مفخخ بالكامل، وقام ماهر الأسد بطرد كل العناصر من محيط الاجتماع واستبدالهم بعناصر من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، وبعد بدء الإجتماع كانت خلية الأزمة ستصدر قرارا بسحب الجيش إلى الثكنات والسماح للناس بالتجمع السلمي وإدخال كل وسائل الاعلام والبدء بانتخابات رئاسية جديدة، ووقف العمل بالدستور، ولكن عندما قرروا ذلك لم يرق ذلك للإيرانيين وحزب الله، فقـرروا أن ينهوا الخلية، وقدموا إغراءات لماهر الأسد وجميل الحسن وأنهم سيدعمون الجيـش بكل شيء، وهكذا تم تفجير المكان وقتـل كل من كان فيه، بما فيهم اللواء عمر سليمان المصري، وشخص معه الجنسية الفرنسية، وتم إغلاق المكان”.
وتبنى بعض المنتسبين للمخـابرات العمل، حيث أوعزت المخابرات الجوية لأشخاص تابعين لها بترويج رواية أن المعارضة هي من قامت بقتل الخلية، لكن أحـد مرافقي آصف شوكت قام بإبلاغ زوجته بشرى الأسد بالذي حصل، وهنا قام ماهر الأسد بتهديد الجميع بالإيرانيين، حيث تم جلب 5000 عنصر إيراني و4000 من حزب الله، وقام الجميع بتقديم الطاعة لماهر الأسد ولإيران.
وكانت مصادر مختلفة غير رسمية قد أشارت منذ عام 2012 إلى مقتل سليمان في تفجير دمشق، وأكد المعارض السوري البارز هيثم المالح يوم 4 ديسمبر/كانون الأول، أنه يمتلك معلومات تفيد بإصابة اللواء عمر سليمان إصابة بالغة في تفجير الخلية الأمنية في دمشق، وأنه نقل على وجه السرعة إلى الولايات المتحدة حيث توفي هناك، حسب “الجزيرة نت”.
ويوصف عمر سليمان، الذي ولد عام 1934 لعائلة ميسورة في قنا، وانضم للقوات المسلحة عام 1954- بأنه كان “عيون وآذان مبارك” و”رجل الظل” و”حقيبة الأسرار”، حيث تولى منصب مدير المخابرات العامة، وأدار ملفات حساسة للسياسة الخارجية المصرية في عهده، وأعلن تنحيه عن السلطة في 11 فبراير/شباط 2011 إثر ثورة 25 يناير، حسب المصدر ذاته.