أخبار طرابلس والشمال

هل ساحة طرابلس ستحسم نتيجة معركة رئاسة الجمهورية؟!

هكذا تستمر القوى المتحكمة بنفس البلد بالدفع به بكل قواها نحو الانفجار . فكل المؤشرات تؤكد على ان نظام لبنان عُلّق وهو اليوم عالق بين جبهتين ، الاولى تؤكد على تطبيق مندراجات دستوره والثانية انقلبت عليه جهارة، وان على القطعة، وتسعى لتكريس البديل.وكل المواقف والتصريحات السياسية والدعوات الصادرة لتشكيل الحكومة واخراج البلاد من الانهيار ليست سوى “طقطات” إعلامية لا تقرّش لا اليوم ولا حتى لليوم الانتخابي “الأسود”.

ودلالات ذلك نراها – أقله في المشاهد اليومية لطوابير الذل على محطات البنزين واختفاء الدواء والتلاعب باسعار لقمة العيش دون حسيب ولا رقيب، والأمثلة على ذلك كثيرة. حيث يقف المسؤولون أمامها “لا حول ولا قوة” رافعين أمرهم الى الله مسلمين بقضاء الله وقدره، على اعتبار ان الغاء قانون الوكالات الحصرية لمنع الاحتكار في مجال استيراد المشتقات النفطية والسلع على اختلافها بما فيها الدواء وافساح المجال امام تعزيز المنافسة المشروعة هو من صنع الملائكة ، وان تفعيل دور حماية المستهلك واخراج المراسيم التطبيقية للمجلس الوطني لحماية المستهلك من ادراج المصالح ، امر يحتاج الى مراعاة المعايير وتوافق وطني!

على ذلك، فان الاستقرار الداخلي بدأت تضيق رقعته بالرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها المؤسسات الامنية والجيش في كل المناطق الا ان ما حصل في مدينة طرابلس تحديدا من اعتداء على الاملاك الخاصة وتعرض للجيش والقوى الامنية وأعمال تخريب طالت في طريقها بعض المراكز الرسمية، وهي ليست المرة الاولى التي تأخذ فيه هذا المنحى دون غيرها من المناطق مع العلم ان كل المناطق تشاركها نفس الوجع وربما اكثر، بما يثير علامات استفهام كبيرة عن الرسالة التي اراد ملثمو ليالي طرابلس ايصالها ولمن؟ ولما الاصرار على تصوير طرابلس على انها في مواجهة مع الجيش ؟ ولما العمل على اظهارها انها خارجة عن القانون؟ وهل ان ساحة طرابلس ستحسم نتيجة معركة رئاسة الجمهورية ؟!
لاشك أن أهل المدينة بحملهم المعيشي الثقيل يدركون ما يخاط وما يخطط لها لما تحمل من دور وطني في صنع القرار السياسي ولما تمثله من ثقل سني معتدل لم يرض بكل ممثليه وشخصياته السياسية عبر تاريخ لبنان السياسي، سوى الانضمام جنبا الى جنب الى قافلة رؤساء الدولة الوطنيين في صنع القرار. لذا فان اي محاولة لتغيير المعادلة السياسية من خلال طرابلس تحت عناوين معيشية وحياتية هي محاولة مكشوفة وان الاستمرار والتمادي بها حد الانفلات لن تنحصر تداعياته في طرابلس فقط وانما ستطال شظاياه كل المناطق، وربما هذا هو المطلوب والمأمول من اصحاب الرسالة لعلهم في ذلك ينجحون في ايلاد ووصول عهد وعقد جديدين. الا ان الرهان على ذلك في حال صحة فرضيته قد يكون في غير محله اذا ان التاريخ قد يعيد نفسه ولكن هذه المرة من طرابلس حيث مدينة طرابلس ومؤسسة الجيش سيكونان في الواجهة والمواجهة في جبهة واحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى