سلامة: السبيل للخروج من الأزمة ممكناً ونحن بحاجة إلى حكومة قوية
أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنه “من الواضح أن تصوير الشيطنة الذي أكون ضحيته يخفي المسؤوليات الحقيقية لهذه الأزمة اللبنانية المتعدِّدة الأوجه. حتى قبل تقديم الشكاوى ضدي، كان هناك خمس صحف يومية كبرى، لا سيما في باريس، لديها جزء من القضية وكانت تنشر مقالات ضدي في نفس اليوم. من الواضح أنَّ هناك حملة مدبَّرة وأنا أتجاهل المسؤولين عنها. “آمل أن تدعمني فرنسا، لكن لا يمكنني التصديق على ذلك”.
وقال في حديث نشره موقع “موند أفريك”: “لم افكر أبداً بالاستقالة، أحب بلدي وأريد لبنان أن يستعيد استقراره. يجب على المرء أن يصمد. فخلال الخمسين سنة الماضية عندما عرفنا الحرب الأهلية والاغتيالات السياسية والاحتلال الأجنبي، صمدنا”.
وأشار سلامة إلى أن أصول الأزمة الحالية ماليَّة وسياسيَّة، قائلاً: “كانت مشكلتنا الرئيسة في السنوات العشر الماضية هي العجز المزدوج في الموازنة العامة للدولة وميزان المدفوعات. القطاع العام الذي تغذيه المحسوبيَّة متضخِّم. ومع ذلك، فإننا نفتقر إلى حكومة قويَّة لتنفيذ الإصلاحات. فعندما كان رفيق الحريري الذي عينني في منصبي رئيساً للوزراء بين عامي 1992 و 2004، نجح كلانا في إنعاش الاقتصاد اللبناني بعد سنوات الحرب الأهلية الرهيبة”.
وتابع: “تم تمويل إعادة إعمار بيروت بالديون الثقيلة، ولكن بأسعار فائدة منخفضة للغاية، وكانت الثقة كبيرة في أن المغتربين اللبنانيين ودول الخليج، وخصوصاً السعودية، لن يترددوا في إعادة الدولارات، ناهيك عن المساعدة الدولية لإعادة هيكلة الديون المحرَّرة في ما يسمى بمؤتمرات باريس 1، وباريس 2 وباريس 3، بدعم جاك شيراك الصديق المخلص للبنان.
وعلى الرغم من اغتيال رفيق الحريري في عام 2005، استمرَّ التدفق إلى لبنان بما في ذلك خلال أزمة الرهن العقاري في 2008-2009، حيث كان ميزان المدفوعات فائضاً، وكان سعر الصرف ثابتاً بالدولار. ويمكنك استخدام العملة الأميركيّة أو الليرة اللبنانية بطريقة غير مبالية. وهذا ما يفسِّر سبب حصول السكان على مدَّخرات بالدولار، والتي بلغت ما يقرب من مئة مليار قبل عامين، والتي حبستها البنوك منذ نهاية عام 2019 وفرضت ضوابط على رأس المال”. بصفتي حاكماً لمصرف لبنان، لم أقم أبدًا بأي دور سياسي. وأنا لست من يضع ميزانية الدولة.
وقال سلامة: “لقد حذَّرت السلطة السياسيَّة ولكن دون جدوى، ودعوت نفسي إلى اجتماع لمجلس الوزراء وشرحت أن العجز كان بمثابة قنابل موقوتة هائلة. لكن بصفتي حاكماً لمصرف لبنان، لم ألعب أبدًا دورًا سياسيًا. أنا لست من يضع ميزانية الدولة.. لكل وظيفته”.
واعتبر سلامة ان السبيل للخروج من الأزمة ممكناً لكن الشرط الأساسي سياسي ونحن بحاجة إلى حكومة قوية قادرة أخيرًا على الشروع في الإصلاحات. الباقي سيتبع..