حزب الله يحاكي باسيل تحت سقف مبادرة برّي.. ولا حكومة في المدى المنظور
على الصعيد السياسي يمكن تلخيص الوضع بالعبارة التي قالها مصدر سياسي بارز لـ” الديار”: “لا حكومة في المدى المنظور وكل الطرق مقفلة امام الحلول حتى اشعار آخر”.
واوضح ان المساعي التي بذلت لتذليل العقبات امام تشكيل الحكومة ذهبت ادراج الرياح بسبب ازمة الثقة المستفحلة بين بعبدا وبيت الوسط، وانفجار الخلافات وتوسعها مؤخرا على اكثر من محور خصوصا بعد المؤتمر الصحفي الاخير لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورميه كرة نار الحكومة بين يدي حزب الله من باب الاحتكام الى السيد نصرالله.
وكشف المصدر في هذا السياق ان الحزب مستمر بالتواصل مع باسيل بعد مؤتمره الصحفي سعيا الى معالجة العقد المتعلقة بالازمة الحكومية لكن في اطار مبادرة الرئيس بري وليس خارجها او بديلا عنها بل استكمالا لمسارها من حيث وصلت اليه في اللقاء الاخير بين الخليلين والحاج وفيق صفا والنائب باسيل.
واوضح ان الحاج صفا تولى بعد المؤتمر التواصل مع باسيل، وان هذا التواصل مستمر ومفتوح وقد عقد معه اجتماعا يوم الاحد الماضي وبحثا في سبل معالجة العقد المستعصية لا سيما مسألة تسمية الوزيرين المسيحيين. لكن البحث لم يصل الى نتائج محددة وحاسمة بل ان باسيل بقي على موقفه والتمسك برفض تسمية او مشاركة الرئيس الحريري في تسميتهما.
وكشف المصدر عن ان الحاج صفا تواصل مجددا مع باسيل، من دون ان يرشح اي جديد عن نتائج ما جرى حتى الان.
واضاف ان النقاش مستمر ولم يكتمل، لكن الاجواء لا توحي بامكانية تحقيق خرق جدي سريعا. واشار الى ان الحزب على تواصل مستمر ومفتوح ايضا مع الرئيس بري الذي اكد ويؤكد استمرار مبادرته.
ولفت المصدر الى انه على الرغم وجود الرئيس الحريري في الخارج فان مصادره اكدت ان على تواصل مستمر مع الرئيس بري، وان وجوده خارج البلاد لا يؤثر ولا يعيق عملية التاليف اولا لانه يملك الادوات اللازمة لكي يكون حاضرا في كل اجواء ما يجري، وثانيا لانه ابدى كل تجاوب مع مبادرة الرئيس بري الذي تحظى بدعم جامع من الداخل والخارج.
واعرب المصدر السياسي عن خشيته من ان يكون هناك قرار لهذا الطرف او ذاك بابقاء الازمة الحكومية على حالها لغايات سياسية تتجاوز الحكومة الى حسابات الاستحقاقات الاخرى مثل الانتخابات النيابية والرئاسية. لكنه استدرك قائلا ان جهود حزب الله مستمرة وستتواصل لكنها كما ابلغ الحزب باسيل ليست منفصلة عن مسار مبادرة بري وما وصلت اليه قبل حرب البيانات مؤخرا بين بعبدا وعين التينة والاجواء المتشنجة التي احدثها مؤتمر باسيل.
من جهة اخرى واصلت اوساط مقربة من العهد الحديث عن خطوات جديدة قد يقدم عليها الرئيس عون سعيا للخروج من دوامة الازمة الحكومية ، لكنها تكتمت حول هذه الخطوات مشيرة الى ان الهدف منها الانقاذ والحلول وليس تسجيل المواقف.
ونفت مصادر مقربة من بعبدا في هذا الاطار المعلومات التي بثها بعض وسائل الاعلام عن ان رئيس الجمهورية في صدد البحث عن الية دستورية لسحب التكليف من الرئيس الحريري، واعتبرت ان مثل هذه المعلومات هي من نسج الخيال لان الرئيس عون يعرف الدستور جيدا ولا يقدم على اي خطوة لا اسس دستورية لها.