جولة الصباح الاخبارية: العين على بروكسيل اليوم… والداخل يترقب بحذر
عاد الهدوء النسبي الى الساحة الداخلية اللبنانية، عقب السجال الذي شهدته الاسبوع الماضي بين بعبدا وعين التينة، ليفتح الباب مجدداً أمام المساعي الإيجابية، التي بقي حزب الله المرشح الوحيد للقيام بها في ظل تأزم العلاقات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وقد حاول رئيس الجمهورية ميشال عون التخفيف من حدة هذا الواقع التعطيلي والتصعيدي علما انها ليست المرة الأولى التي تظهر فيها معالم توزيع الأدوار بين عون وباسيل.
في هذا الوقت، اتجهت الانظار الى الاتحاد الاوروبي حيث يبدو شبه مؤكد ان آلية العقوبات على مسؤولين وسياسيين لبنانيين وضعت على نار النقاش، وسيناقشها الاتحاد جدياً في ضوء ما نقله الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لشؤون الخارجية والأمن جوزف بوريل من معطيات الى اجتماع وزراء الخارجية الذي بدأ اجتماعاته امس في لوكسمبور، اذ ذكرت معلومات انه قدم تقريراً قاتماً للغاية في ظل انطباعاته عن زيارته للبنان و بعدما اطّلع من كثب على الواقع اللبناني القاتم و” تناحر اهل الحكم” على الحصص والاحجام فيما البلاد تنهار. وكان بوريل اعتبر “أن لبنان يحتاج لقيادة لعبور الأزمة، ونحثهم على تشكيل الحكومة”. وقال “ان لبنان على حافة الانهيار المالي ولا يمكننا الانتظار لإنقاذه”.
لا حلول في الافق
اذا، سيطر الجمود التام على حركة الاتصالات حول تشكيل الحكومة، بسبب المواقف التصعيدية المستمرة وعلمت “اللواء” ان الرئيس بري اعطى تعليمات مشددة لجميع نوابه ومسؤولي “حركة امل” بعدم الرد على باسيل بأي طريقة، وترك المجال لإتصالات التهدئة التي تولاها امس مسؤولون في حزب الله بين الطرفين، حيث يتولى معاون الامين العام للحزب الحاج حسين الخليل التواصل مع الرئيس بري ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق وفيق صفا التواصل مع باسيل. وتوقعت مصادر الحزب نتائج ايجابية خلال ساعات قليلة.
كما علم ان حزب الله لن يعلق على طلب باسيل الاستعانة بالسيد نصر الله، ويترك الموضوع للاتصالات معه، و نقلت مصادر قيادية في 8 آذار، تأكيدها أنّ بري “لن يتراجع” عن مبادرته، كاشفةً أنّ رسالة “حزب الله” لباسيل ستؤكد “عدم وجود أي مبادرة جديدة يطرحها نصرالله خارج إطار مبادرة بري، مع إبداء الحزب استعداده للمساعدة في تقريب وجهات النظر حيث يلزم بين الجانبين”، مذكرةً في هذا السياق بأنّ مبادرة رئيس المجلس النيابي أتت بموجب “تفويض علني” من الأمين العام لـ”حزب الله”، ما يعني أنها “مبادرة الثنائي الشيعي وليست مبادرة فردية من بري، وبالتالي فإنّ كل من يراهن على خلاف ذلك هو واهم ورهانه سيكون على سراب”.
وجاء كلام بري لـ”النهار” ليعيد تصويب الأمور، اذ أشار الى ان مبادرته لا تزال قائمة، ولن يتراجع الا بتوافر مبادرة اخرى مقبولة، وهو متمسك بالرئيس المكلف سعد الحريري لانه يحظى بتأييد جمهور طائفته ودار الفتوى ونادي رؤساء الحكومات السابقين، وهو حظي بتأييد النواب في الاستشارات، “هم لا يريدونه ونحن للاسباب الانفة الذكر نتمسك به”. ويعتبر انه في مقابل لا حكومة، لا اعتذار.
في المقابل، استبعدت مصادر مطلعة لـ”البناء” أن يخرج موقف علني من حزب الله حيال موقف باسيل، مشيرة الى أن “الحزب يعمل بصمت وإذا أراد إبداء موقفه فيتحدث مع قيادة التيار الوطني الحر في جلسات مغلقة وليس في العلن”.
العقوبات على طاولة الاتحاد الأوروبي
في غضون ذلك، تتجه الانظار الى الاتحاد الاوروبي الذي سيناقش العقوبات جدياً في ضوء ما سينقله اليه المفوض الأعلى لشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل من معطيات، بعد ان اطّلع عن كثب على الواقع اللبناني القائم. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” انه يصعب التكهن ما إذا كانت نصائح المسؤول الأوروبي للمسؤولين اللبنانيين ستؤخذ بالاعتبار قبل فوات الأوان.