جولة الصباح الاخبارية: العد العكسي لانتهاء مبادرة بري انطلق… اعتذار الحريري على الطاولة
سقطت الهدنة الاعلامية بين بعبدا والبياضة من جهة، وبيت الوسط من جهة أخرى، وعادت حرب البيانات والمصادر والتصعيد السياسي بين الفريقين، ما حال دون الحديث عن مساعي الوساطة التي يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ويدعمه بتسويقها حزب الله.
في هذا الوقت، يواصل الذل بملاحقة اللبنانيين، فالصيدليات مقفلة “قسرياً” اليوم وغداً، مرضى غسيل الكلى كانوا على موعد مع “الموت السريري” بدءاً من الأسبوع المقبل، القطاع الطبي بشقّيه الاستشفائي والمختبري يلفظ أنفاسه الأخيرة، “طوابير البنزين” تتمدد والمحطات ربطت “خراطيمها” بمخزون المصرف المركزي، أزمة طحين بدأت تلوح في الأفق مع اتجاه وزارة الاقتصاد لرفع الدعم عن بعض منتجاته…
واتخذت الازمة الداخلية ببعديها السياسي والاقتصادي دلالات جديدة بالغة الخطورة في ظل موقف متطور من الازمة أعلنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بانه “يعمل مع شركاء دوليين لإنشاء آلية مالية تضمن استمرار الخدمات العامة اللبنانية الرئيسية، في الوقت الذي تكافح فيه البلاد أزمة حادة”، لافتاً الى انه “سيدافع عن جهوده لتشكيل حكومة من شأنها أن تقود الإصلاحات وتطلق العنان للمساعدات الدولية”.
أما على الصعيد المالي، فقد كان لافتاً، بيان صندوق النقد الدولي حول أنّه “ليس واضحاً كيف سيتمّ تمويل السحب المزمع من الودائع نظراً للتراجع الحاد في العملات الأجنبيّة في لبنان في السنوات الأخيرة”. ورأى الصندوق، أنّ “اقتراحات ضبط رأس المال وسحب الودائع في لبنان تحتاج لأن تكون جزءاً من إصلاحات أوسع للسياسة”. وقال صندوق النقد إنّه لا يرى حاجة لأن يُطبّق لبنان قانون ضبط رأس المال الآن من دون دعم أو سياسات ملائمة ماليّة وأخرى لسعر الصرف.
الحكومة راوح مكانك
أما في الشأن الحكومي، فالمراوحة لا تزال على حالها من العرقلة والتراشق بين ضفتي “البياضة” و”بيت الوسط”، وسط تأكيد المعطيات التي رشحت خلال الساعات الأخيرة على أنّ العد العكسي لإقدام الرئيس المكلف سعد الحريري على خطوة الاعتذار انطلق ولم يعد يفصل عنها سوى وصول مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى “خط النهاية” وسحبها من على الطاولة. وفي الانتظار، حرص الحريري أمس على إسقاط محاولة رئيس “التيار الوطني الحر” الإيحاء بأنّ الحكومة تتشكل في “البياضة”، بوصفها “محاولة ساذجة لتكريس أعراف من المستحيل أن “يمشي” بها الرئيس المكلف”.
في هذا الوقت، لا تزال مبادرة عين التينة الحكومية مستمرّة رغم التعطيل المتبادل من الفريقين مع اتجاه لدى عين التينة لتحميل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مسؤولية عرقلة الحل فيما لا يزال حزب الله يقف في الوسط ويحاول قدر المستطاع بالتعاون مع بري تقريب وجهات النظر، بحسب “البناء”.
وفيما اقتصر التقدّم في لقاءات الخليلين وباسيل على توزيع الحقائب تقريباً بقيت قصة اعطاء الثقة من تكتل لبنان القوي أهم العقد إضافة الى عقدة الوزيرين المسيحيين اذ ان الحريري أصرّ على انتزاع الثقة من التيار قبل تأليف الحكومة ما قوبل بالرفض فيما يُصرّ باسيل على معرفة الحكومة وبرنامجها قبل تحديد موضوع الثقة ومنحها للحكومة فيما أجواء بعبدا غير مشجعة لتأليف الحكومة.
وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن المؤشرات التي برزت في الملف الحكومي غير مشجعة على الإطلاق بمعنى أن ما من تطور يدفع إلى وضع الملف في منتصف طريق الأمل لأن ما رشح من الاجتماعات يعزز التأكيد أن العقد على حالها اقله في ما خص الوزيرين المسيحيين اما قصة اللائحة التي تردد أنها تنتظر التوافق عليها لا يبدو أنها نهائية.
وقالت المصادر نفسها أنه في اجتماعات البياضة كان النقاش حول المشاركة في الحكومة من قبل القوى والأحزاب ضمن حكومة الاختصاص وعلم أن من بين الأحزاب القومي والديمقراطي اللبنان فضلا عن اللقاء التشاوري. وأشارت إلى أن نهاية الأسبوع أو ربما قبل ذلك تتضح الصورة السليمة اقله في ما خص مبادرة رئيس مجلس النواب.