“فايننشال تايمز” تروّج للعقوبات الأوروبية: “سياسيو لبنان خنقوا الاقتصاد”
رأى المحلل في صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، ديفيد غاردنر، أنّ العقوبات يمكن أن تجبر السياسيين اللبنانيين على تحمّل مسؤولياتهم في الحكم والتحرّك، محذراً من أنّ لبنان ينهار في وقت يتواطأ فيه المسؤولون على تعريض البلاد لـ”كساد متعمد”.
ينطلق غاردنر قائلاً إنّ أحداً لا يدرك متى ستصطدم أزمة المالية والضرائب والديون والمصارف والاقتصاد اللبنانية المعقدة بالقعر، مذكراً بتقرير “البنك الدولي” الذي صنّف الازمة الراهنة ضمن “إحدى أشد ثلاث أزمات، على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر”.
وبعد هذه المقدمة، يستعرض غادرنر أزمات لبنان المتلاحقة، معدّداً جائحة كورونا وانفجار المرفأ، ومعلقاً: “لا يبدو أنّ عدداً كبيراً من اللبنانيين يشعر أنّ ذلك سيحدث فرقاً كبيراً، نظراً إلى انعدام رغبة النخبة الحاكمة الفاسدة في الاتفاق على تشكيل حكومة، ناهيك إجراء إصلاحات أساسية”.
وفي هذا السياق، ينقل غاردنر عن مراقب بارز في واشنطن قوله: “من الواضح أنّ الطبقة السياسية لا تمتلك حوافز للتعاون وإعطاء الأولوية لبلدها”. وأضاف المراقب: “لقد خنقوا الاقتصاد”.
سياسياً، يضع غاردنر الجمود الراهن وعدم تشكيل حكومة منذ انفجار المرفأ، في إطار “أحدث فصول سباق الطوائف على المكاسب”. وفي انتقاد لأداء المسؤولين السياسيين والماليين، يقول غاردنر إنّهم يدّعون التعاون “مع المانحين الدوليين وصندوق النقد الدولي”، في حين أنّهم يتواطؤون على حساب إفقار جميع اللبنانيين باستثناء الأثرياء منهم.
وهنا، يذكّر غاردنر بفشل لجوء لبنان إلى صندوق النقد الدولي، كاشفاً أنّ الديبلوماسيين والمطلعين يقولون إنّ النقاشات حول الأزمة اللبنانية شبه غائبة، حيث يركز الأطراف اللبنانيون على الانتخابات المقبلة وعلى تطويل أمد بقائهم في السلطة.
ويكتب غاردنر: “تتنامى قناعة داخل لبنان وخارجه أنّ النخبة (السياسية) ستبدأ تساوم ما إن تُستهدف حساباتها المصرفية وأصولها العقارية (أغلبيتها في الخارج) وتُمنع من السفر”. ويضيف: “يحضّر الأوروبيون اليوم عقوبات على الشخصيات التي تعرقل تأليف حكومة والمتورطة في ممارسات فساد”.
غاردنر الذي يؤكد إمكانية لجوء الدول الأوروبية فرادة إلى خيار العقوبات، يقول: “تحقق فرنسا مع (حاكم مصرف لبنان رياض) سلامة الكائن في صلب الانهيار”. ويضيف: “قد تتبعها سويسرا غير المنتمية إلى الاتحاد الأوروبي وربما المملكة المتحدة”، كاشفاً أنّ الولايات المتحدة ما زالت محتارة بشأن سلامة.
وإذ يذكّر غاردنر باستهداف واشنطن شخصيات سياسية بارزة بالعقوبات العام الفائت، يختم قائلاً: “لم تنجح أي خطوات غيرها، ولبنان يقترب جداً من الوصول إلى الحضيض”.