جولة الصباح الاخبارية: عودة الحريري تسرع المشاورات الحكومية… الاسبوع المقبل حاسم
بكثير من الايجابية والتكتم يمضي رئيس مجلس النواب نبيه بري بمبادرته الجديدة للافراج عن الحكومة، على وقع اتصالات ولقاءات عدة يجريها معاونه السياسي علي حسن خليل لتقريب وجهات النظر ما بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. ولعل عودة الرئيس الحريري غداً الى بيروت، لهو مؤشر واضح الى وجود بعض الأمور التي من الممكن أن يبنى عليها في الموضوع الحكومي.
وكشفت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة النقاب عن حركة اتصالات مستمرة خلال الساعات الماضية لتقريب وجهات النظر وتضييق شقة الخلافات بين بعبدا و”بيت الوسط”، الا أنها لم تدخل في تفاصيل ما تحقق من خلالها ولاسيما منها اللقاء المطول الذي عقد بين النائب علي حسن خليل ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وتوقعت المصادر عبر “اللواء” عقد لقاء ثنائي بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري الثلاثاء المقبل بعد عودة الاخير من الخارج نهاية الاسبوع الحالي، يتم خلاله جوجلة للافكار والمقترحات التي تم التداول فيها بعد جلسة مناقشة الرسالة الرئاسية ونتائج الاتصالات التي قام بها بري شخصيا مع الاطراف المعنيين بتشكيل الحكومة ولاسيما حزب الله والنائب باسيل لتحريك الجمود الحاصل بعملية التشكيل.
وعلمت “اللواء” ان الاتصالات التي يتولاها معاون بري النائب علي حسن خليل مع النائب جبران باسيل ومع مستشار الحريري الدكتور غطاس خوري، الذي يتواصل بدوره مع البطريرك بشارة الراعي، تتركز على آلية او بالأحرى افكار لتشكيلة حكومية من 24 وزيرا ضمن المعايير الاساسية اي مستقلين وبلا ثلث ضامن او معطل لأي طرف وببرنامج اصلاحي حقيقي، يجري جس نبض الجميع حولها، ولكن لم تصل بشكل مباشر الى الرئيس ميشال عون لكن عبر النائب باسيل. وفي ضوء تقييم نتائج هذه الاتصالات قد تحدد الخطوة المقبلة التي سيتخذها الرئيس المكلف تجاه رئيس الجمهورية وكيفية التعاطي بملف التشكيل معه. ووصفت المصادر تكتم كل الاطراف على فحوى الاتصالات الجارية، بأنه يؤشر إلى جدية واهتمام للخروج بنتائج مشجعة تبشر بتحقيق التقدم المطلوب باتجاه مسار تشكيل الحكومة الجديدة، الا انها اعتبرت ان انضاج الطبخة الحكومية بصيغتها النهائية مايزال يتطلب الاتفاق على حقيبتي الداخلية والعدلية، وقد يكون هذا الامر ممكنا بعدما تقدم عون والحريري بأكثر من اسم وبالتالي اصبح الاتفاق على الاسمين المرشحين لتولي هاتين الوزارتين اسهل من السابق، اذا صفت النوايا.
وفي هذا الإطار، اعتبر مصدر متابع لأجواء المفاوضات الجارية على ضفة القصر الجمهوري لـ”نداء الوطن” أنّ الأمور وُضعت على السكة الصحيحة “وفي حال استمرت على مسارها الإيجابي فإنّ لقاءً مُهماً سيُعقد (بعد غد) الاثنين في قصر بعبدا وسيكون حاسماً في مصير تأليف الحكومة”، من دون أن يستبعد المصدر أن يكون الاجتماع على مستوى رئاسي “ومن قيادات الصف الأول” في إشارة إلى احتمال زيارة رئيس المجلس النيابي بعبدا وعقد اجتماع مع رئيس الجمهورية لبحث السبل الآيلة إلى إنجاح مقترحه الوزاري، مع ترجيح بعض المعلومات المتوافرة أن يعقد عون اللقاء مع بري بحضور رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، حتى لو لم يتم تظهير ذلك في صورة اللقاء الرسمية.
عون ينتظر الحريري
وأوضح مصدر مقرّب من رئيس الجمهورية والنائب باسيل لـ”البناء” أن “الرئيس عون بانتظار الحريري لتقديم تشكيلة كاملة للبناء على الشيء مقتضاه، لأنه لم يعد بإمكان الرئيس المكلف الاستمرار بالجمود الحاصل، فالمدة الزمنية أمامه ليست مفتوحة”. ولفت المصدر إلى أن “عون لن يقف مكتوف اليدين أمام مسار التعطيل الحاصل من قبل الرئيس المكلف وهو بصدد اللجوء إلى خطوات دستوريّة وسياسيّة وشعبيّة مفاجئة للدفع لتأليف حكومة جديدة، والخطوة الأولى هي الرسالة الرئاسية إلى المجلس النيابي كحق دستوري له”. مشيراً إلى أن “الرئيس عون لم يتجنَ على الحريري عندما اتهمه بالمماطلة وعدم قدرته على التأليف، لأنه لم يُقدّم تشكيلة كاملة حتى الساعة”، ولذلك سأل المصدر: “هل قدّم الحريري تشكيلة كاملة لعون؟ وهل أطلع عليها الرئيس بري أو البطريرك الراعي او أي أحد عليها؟
في المقابل شدّدت أوساط المستقبل لـ”البناء” أن “الحريري سيعود الى بيروت ويقوم بالخطوات المناسبة وهو مستعدّ للنقاش والتشاور ومنفتح على أي مقترح يتوافق مع المواصفات التي حددها الرئيس المكلف وفق المبادرة الفرنسية وهي حكومة اختصاصيين وبلا ثلث معطّل لأحد لأن تعطيل قرارات الحكومة يعني العودة الى المراحل السابقة وهو الأمر الذي لن يقبل به الحريري”.
وأكدت مصادر ثنائي أمل وحزب الله لـ “البناء” ان مساعي الرئيس بري هي الفرصة الأخيرة لولادة الحكومة في ظل توافر المؤشرات الإيجابية الداخلية واستعداد الجميع للحل وإلا فالأزمة مفتوحة على كافة الاحتمالات كاعتذار الحريري وحصول استقالات من مجلس النواب من عدة أطراف لذلك على عون والحريري تلقف الأجواء الإيجابية والوقوف خلف مساعي بري لإنجاحها وإنقاذ البلد”.