الحريري مصمم على التأليف…تعرّض لضغوط فرنسية كثيرة و لهذا السبب أنهى لقاءه مع لودريان
أكدت مصادر مطلعة ان الحديث عن اعتذار الرئيس سعد الحريري طوي، وقال احد اعضاء كتلته النيابية لـ”الديار” امس: “ان الرئيس الحريري لم يتخذ قراراً بالاعتذار حتى الان لانه يعتقد انه من خلال تاليف مثل هذه الحكومة يخدم البلد. وعندما يشعر ان هذا الامر غير ممكن وان الاستمرار على هذا النحو سيؤدي الى مزيد من التدهور سيتخذ الخطوة المناسبة. واستطيع القول ان كل الخيارات متاحة ومطروحة عنده، لكنه حتى الان مصمم على تاليف الحكومة بالمواصفات المذكورة”.
كما رأت مصـادر فرنسية عبر “الأنباء” الكويتية أن زيارة لودريان الى بيروت، كانت بمثابة الفرصة الأخيرة التي اعطتها باريس الى القوى السياسية اللبنانية المتشابكة، رغم علم الفرنسيين بأنها قد لا تحدث اي خرق، في ضوء تحكم الايقاع الاميركي، باللعبة الاقليمية، وأن الزيارة كان يمكن تجنبها، والاكتفاء بتغريدة لودريان التحذيرية لهذه القوى. لكنه اصر على المجيء، وعلى مقاطعة القوى الحزبية والسياسية، التي يعتبرها مسؤولة عن عرقلة تشكيل الحكومة، وعن عدم الالتزام بوعودهم للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وفي طليعة من شملهم مقاطعة لودريان رئيس التيار الحر جبران باسيل، الذي يبدو انه سعى للقائه عبر وسطاء خابت جهودهم.
وثمة التباس رافق لقاء لودريان مع الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي «بلع» دعوة الاخير اليه وإصراره على لقائه اسوة بالآخرين في «قصر الصنوبر» متخطيا كونه رئيسا مكلفا بتشكيل حكومة وفق مقاييس المبادرة الفرنسية، وكان رد الحريري على موقف لودريان، قارصا، فقد ذهب اليه، لينهي الاجتماع به، وبمغادرة قصر الصنوبر اعتراضا على تعميم الاتهامات بعرقلة تشكيل الحكومة، علما انه اودع التشكيلة الحكومية جانب رئاسة الجمهورية منذ اشهر عدة.
وإعتبر نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش أن السبب الأساسي لزيارة لودريان “كان لإبلاغ المسؤولين اللبنانيين بانتهاء المبادرة الفرنسية”، مستبعدا أي حل بسبب فشل هذه المبادرة.
وكشف لـ”الأنباء” الإلكترونية عن “ضغوط كثيرة تعرض لها الرئيس المكلف سعد الحريري من قبل الفرنسيين وآخرها إقتراح لقائه النائب باسيل، وقد اشترط الحريري قبل حصول اللقاء أن يعلن باسيل صراحة تأييده للحكومة وإستعداده لإعطائها الثقة”.
واتهم علوش الجانب الفرنسي “بعدم المساعدة على حل الأزمة والإكتفاء بإطلاق المواقف التي لم توصل الى نتيجة”. وانتقد لقاء قصر الصنوبر “لأن القوى التي التقاها لودريان ليس لها بغالبيتها أي وزن سياسي”، معتبراً أن “مشكلة الحريري أنه كان واثقا جدا بالفرنسيين”.