رهان الثوار من الشارع الى الانتخابات… هذه الخطة!
لم يعد عدّاد الانهيار في لبنان يحتسب بالايام بل بالساعات، في حين يواصل المسؤولون تمترسهم خلف مصالحهم الخاصة وانانياتهم. أما المواطنون فعرضة للذّل اليومي المتفاقم من دون أي تحرّك أو اعتراض على واقع الحال في الشارع، فيما الثورة هامدة لا تشهد أي زخم. فماذا يفعل الثوار؟ هل من تطوّرات على صعيد التنسيق بين مجموعاتها؟ وما خطط العمل المقبلة؟
العميد الركن المتقاعد جورج نادر أكد لـ “المركزية” أن “من المستحيل جمع كلّ المجموعات مرّة واحدة”، لافتاً إلى أن “لدى الثوار بديلا ومشاريع على الصعد كافة الاقتصادية، المالية، الطاقة، البيئة، استراتيجية دفاعية… كذلك، نحن جاهزون لتقديم البديل حول مختلف المواضيع الخلافية والإصلاحية للبتّ فيها فور الوصول إلى السلطة، لكننا حكما لسنا على استعداد لتسليمها لأشخاص خبرناهم طيلة 30 سنة، واختبرنا مدى التزامهم بالمعايير والأخلاق والوطنية”.
وأوضح أن “الاجتماعات شبه دائمة بين مكوّنات الثورة، والتواصل مستمر والرؤية موحّدة بنسبة كبيرة، والـ ego يؤثّر سلباً على توحيد كلّ المجموعات، لكن المهمّ التنسيق بالحدّ الأدنى وتوحيد الجهود والرؤية”، مضيفاً “نعمل على الانتخابات النيابية بحرفية كبيرة عبر مجموعة تدرس كلّ التفاصيل منها الأسماء الأنسب الممكن ترشيحها في المناطق. وبالتالي، العمل منهجي لأن التحرّكات في الشارع لا تأتي بالنتائج المرجوّة، لذا التغيير الوحيد ممكن عبر الانتخابات. طبعاً ستستمر التحرّكات لإبقاء الشعلة مضاءة لكنّها لن تشعل الثورة من جديد، وفي المقابل العمل السياسي والتنظيمي متواصل وهو الأهمّ”.
وعن الأمل المعقود على نتائج الانتخابات، أوضح نادر أن “الموضوع يعود إلى الشعب والأمل موجود، إذ بالعودة إلى البيانات يتبيّن أن بالمقارنة بين انتخابات 2018 و2009 20% من اللبنانيين الذين كانوا ينتخبون لم يفعلوا، لأن الثورة لم تقدّم مشروعا بديلا، تضاف إليها أصوات اللوائح المستقلّة من المجتمع المدني أي على أقلّ 25% من المواطنين لا رأي لهم بالسلطة الموجودة بأكملها، وبالتالي نركّز على هؤلاء وعلى جمهور الأحزاب بعد الثورة التي غيّرت المزاج الشعبي كلّه، أي طموحنا العمل على نسبة تتراوح ما بين الـ 30 إلى الـ 40% من الأصوات، من دون الجزم طبعا، ومن يرفض الاقتراع، نتحمل نحن المسؤولية امامه لأننا لم نقدّم البديل”.
وتطرّق نادر إلى الانتخابات النقابية، قائلاً “قبل تأجيل انتخابات نقابة المهندسين، عملنا على تقريب وجهات النظر بين مجموعات المهندسين وتوحيدها إذ سادت بعض الخلافات وهذا ما أدّى إلى إلغائها من قبل أحزاب السلطة. ونعمل على انتخابات نقابة الأطباء والمحامين والمحاسبين المجازين. هذه الاتّحادات تهمّنا جدّاً كونها مقدّمة للانتخابات النيابية. مثلاً طلاب الجامعات أعطوا دفعا قويا للثورة”.
وفي ما خصّ التواصل مع المغتربين اللبنانيين، أشار إلى أن “لمساعداتهم أوجها ثلاثة: أوّلاً، الوجه المعنوي حيث أن عديد الجالية اللبنانية إلى جانب الثورة أكبر بكثير من اللبنانيين المحليين. ثانياً، قدرتهم على التأثير على إدارات بلادهم السياسية للضغط في اتّجاه تأليف حكومة مستقلّة تنظّم انتخابات تحت الإشراف المباشر للأمم المتّحدة، لأن لا ثقة لنا بالسلطة التي ستزوّر النتائج على غرار ما فعلت في الانتخابات الماضية لا بل بطريقة أسوأ لأن الحرب وجودية هذه المرّة. ثالثاً، المساعدات المادية وأعربوا عن كامل استعدادهم لذلك