اخبار فلسطين

انتصار لـ”حماس”.. خبراء بارزون يقرأون نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة

بهدف “تثبيت الهدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين” وليس من “أجل إحياء عملية السلام”، اتجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط في جولة تمتد حتى 27 أيار، وتشمل محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبد الله الثاني. تأتي هذه الجولة بعد 11 يوماً من التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، في مواجهة يؤكد خبراء أنّ سياسيين ولاعبين استفادوا منها.

في موقف يعكس وجهة نظر الصقور الأميركيين، قال المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إنّ نتيناهو “منتصر في الوقت الحالي”. وفي مقابلة مع موقع “ذا هيل”، رأى شينكر أنّ الحرب صرفت الانتباه عن عجز نتنياهو عن تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات الإسرائيلية الرابعة في غضون سنتين، مشيراً إلى أنّ هذا الوضع يصعّب هذه المهمة على خصومه، بل يجعلها مستحيلة. وإذ بيّن شينكر أنّ جولة التصعيد الأخيرة علّقت محاكمة نتنياهو بتهم الفساد مؤقتاً، أضاف: “مهدت هذه الحرب الطريق نحو إجراء دورة انتخابات خامسة”.

إيكارت ويرتز، مدير معهد “غيغا” لدراسات الشرق الأوسط في جامعة هامبورغ، أكّد فوز “حماس”، لافتاً إلى أنّ الحركة نجحت في تقديم نفسها على أنّها “حامية المصالح الفلسطينية في الضفة الغربية وعلى مستوى التباين الداخلي الفلسطيني”. وعلى الرغم من تصنيف “حماس” “منظمة إرهابية” في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، المعروفة بدعمها الشديد لإسرائيل، عن موقف لافت، حيث أيدت إجراء “اتصالات غير مباشرة” مع الحركة الفلسطينية.

في السياق نفسه، رأى الكاتب في صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، ديفيد هوروفيتس، أنّ النزاع “قوّض مكانة إسرائيل الدولية بالنسبة إلى عدد كبير من الزعماء وصنّاع الرأي العالميين”، لافتاً إلى أنّ هؤلاء استشهدوا بانخفاض أعداد القتلى الإسرائيليين بالمقارنة مع الشهداء الفلسطينيين.
بدوره، رأى خبير استطلاعات الرأي الأميركي البارز، دوغ شوين، إنّ “كلفة الحرب الديبلوماسية” كانت “باهظة” بالنسبة إلى إسرائيل، لافتاً إلى أنّها “تواجه اليوم إدانة دولية على خلفية ما وصفه المنتقدون رداً “غير متكافئ” على صواريخ “حماس”.

ميدانياً، رأى مفاوض السلام في الشرق الأوسط، آرون ديفيد ميلر، أنّ الجانبيْن الإسرائيلي والفلسطيني بالغا “بشكل فاضح في تقدير إنجازاتهما”. وفي مطالعته، أكّد ميلر أنّ “حماس” “نجحت في ربط غزة بالقدس وبالمعركة الأوسع بين الإسرائيليين اليهود والإسرائيليين العرب بطريقة ندر حصولها منذ العام 2000″، مستدركاً بأنّ الجانبيْن لم يغيّراً بشكل أساسي في “مؤشرات الربح والخسارة الخاصة بكل منهما”.

وفي حين عزا محللون فضل تسهيل التوصل إلى وقف إطلاق النار لبايدن، شكك ميلر في قدرة “50 ساعة قتال” على إضعاف عزم الرئيس الأميركي على تحويل تركيز السياسة الخارجية الأميركية من الشرق الأوسط إلى الصين وروسيا. وعليه، شكك ميلر في اتجاه بايدن إلى إنفاق رأس المال السياسي اللازم لإحياء عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية بقيادة واشنطن، مذكراً بأنّ الرئيس الأميركي يرغب في التركيز على الاتفاق النووي الإيراني في ما يتعلق بالشرق الأوسط.

-ترجمة فاطمة معطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى