اخبار لبنان

المخاوف تتفاقم من انفجار… وتوتّرات لبنانيّة – سوريّة

حجبتْ التوتراتُ والإشكالاتُ التي عمّتْ مناطقَ لبنانيةً أمس في يوم الانتخاباتِ الرئاسية السورية المخصّص للمقيمين في الخارج، ما عداها من عناوين وفي مقدّمها الأزمة الديبلوماسية مع دول الخليج العربي التي عُطّل «صاعقُها» بتنحّي وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، ومأزق تأليف الحكومة الجديدة الذي يُخشى أن تكون رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى البرلمان في شأن تكليف الرئيس سعد الحريري أشبه بـ «اللعب بالنار» فوق «برميل البارود» السياسي.

وفيما كانت الأزمةُ التي تسبّبتْ بها تصريحاتُ وهبة المشينة بحق السعودية ودول الخليج الأخرى تجد طريقها إلى الاحتواء على طريقة «إطفاء هذه الجمْرة» التي خرجتْ من تحت رماد العلاقات المأزومة مع لبنان ولكن من دون معالجةٍ شاملة تصحّح هذه العلاقات، باغتت بيروت التي كانت تستعدّ لـ «جلسةٍ حساسة» يعقدها البرلمان اليوم أقلّه لتلاوة رسالة عون، «هبّة» اعتراضٍ تركّزتْ في مناطق ذات غالبية مسيحية على مرور حافلاتٍ تقلّ سوريين للمشاركة بالانتخابات الرئاسية في سفارة بلادهم في اليرزة كانت تحمل الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد.

وتداخلتْ مجموعة عوامل جعلتْ هذا التطور يكتسب دلالات مُقْلِقة رافقت مجمل النهار «الانتخابي» الذي مُدّد حتى منتصف الليل بفعل «الإقبال الكبير على الاقتراع» في السفارة التي تَقاطَرَ إليها عشرات الآلاف.

وأبرز هذه العوامل:

* المخاوف من انزلاق التوترات من لبنانية – سورية إلى لبنانية – لبنانية، وفق ما عبّرت عنه تصريحات عدة لمؤيدين للنظام السوري حذّر بعضها من أنه «إذا كانت القوى الأمنية غير قادرة على حماية الطرق والناس فهناك قوى قادرة أن تلم الزعران خلال ساعات. خيارنا الدولة إذا كانت قادرة وإلا سندعو القوى الوطنية للنزول الى الشوارع وحسم الأمر» (وفق ما غرّد الوزير السابق وئام وهاب).

وجاءت هذه التحذيرات بعدما كان السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي اعتبر «أن الاعتداء على الناخبين السوريين مؤلم، ونضعه برسم السلطات المعنية في لبنان»، لافتاً إلى أن محامي السفارة في صدد رفْع دعاوى بحق المعتدين، وذلك في موازاة إعلان وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال رمزي المشرفية أنه أجرى اتصالات برئيس الحكومة حسان دياب، السفير السوري ورؤساء أجهزة أمنية وعدد من المنظمات الدولية المعنية معرباً عن «استنكاره لكل التعديات الحاصلة وغير المبررة»، وداعياً المعنيين إلى «اتخاذ الإجراءات القصوى لحماية الإخوة السوريين الذين يمارسون حقّهم الشرعي بالمشاركة بالانتخابات الرئاسية لبلدهم»، ومعتبراً «أن حمايتهم هي أولوية لدينا».

* «انفجار» هذه الأحداث ومعها ملف النزوح السوري مجدداً داخل «البيت المسيحي» وتحديداً بين «التيار الوطني الحر» (فريق رئيس الجمهورية) وحزب «القوات اللبنانية» الذي كان رئيسه الدكتور سمير جعجع ربط عشية اليوم الانتخابي بين مشاركة النازحين السوريين بالانتخابات الرئاسية تصويتاً للأسد وبين سقوط صفة النزوح عنهم قائلاً «إن تعريف النازح واضح ومتعارف عليه دولياً وهو الشخص الذي ترك بلاده لقوة قاهرة وأخطار أمنية تحول دون بقائه فيها، وبالتالي نطلب من رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال إعطاء التعليمات اللازمة لوزارتي الداخلية والدفاع والإدارات المعنية من أجل الحصول على لوائح كاملة بأسماء من سيقترعون للأسد، والطلب منهم مغادرة لبنان فوراً والالتحاق بالمناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد في سورية ما داموا سيقترعون لهذا النظام ولا يشكل خطراً عليهم».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى