الحريري بدأ العمل على تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيراً
هي ليست المرّة الأولى التي يشدد فيها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على مسألة «العقد الداخلية» التي تُعيق تشكيل الحكومة، ولكن للموقف الاخير أهمية خاصة كونه يأتي بعد يوم واحد على حديث رئيس المجلس النيابي نبيه بري حول المشاكل الداخلية التي تمنع التشكيل، وهي كما سبق وذكرنا مراراً متعلقة بالثقة المفقودة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.
رسم السيد نصر الله طريقين للحل لا ثالث لهما، وأكد بكلامه المؤكد حول دعم حزب الله لمساعي رئيس «حركة أمل» التوافقية، فالحزب الذي حاول سابقاً تليين موقف حليفه لمعاونة بري، سيكرر محاولاته في الأيام المقبلة، مع إعادة تحريك محركات بري الحكومية.
لا ترى مصادر سياسية مواكبة لملف تشكيل الحكومة عوائق كثيرة تمنع حصول اللقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، كاشفة أن اللقاء سيحصل في وقت قريب، ولكن العمل يجري حالياً على ترتيب مضمونه لكي لا يكون مشابهاً للقاءات السابقة، لا من حيث الشكل ولا المضمون، معتبرة أن أي زيارة للحريري إلى بعبدا يجب أن يحمل فيها تشكيلة حكومية جديدة.
نحن أمام أيام مصيرية، تقول المصادر، مشيرة إلى أن كلام بري والسيد نصر الله شدد على هذه المسألة بسبب التحديات الداخلية الداهمة، فكلما ازداد الوضع الإقتصادي سوءاً كلما ازداد الملف الحكومي صعوبة، كاشفة أن الأسبوعين اللذين تحدث عنهما رئيس المجلس لا يرتبطان بأي ملفات خارجية، فبري كان ولا يزال مقتنعاً بأن المشكلة داخلية، وبالتالي، فإن مهلة الأسبوعين تتعلق بالوضع المالي واموال الدعم، وتوافر الدواء، والكهرباء، والمحروقات.
إن كل هذه التحديات أصبحت تشكل ورقة ضغط إضافية على كل المعنيين بتشكيل الحكومة، ولعل أبرز ما انتجته الرسالة الرئاسية إلى المجلس النيابي كان تحميل المسؤولية إلى الطرفين المعنيين بالتشكيل أي رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية، عسى أن يساهم ذلك بانتهاء معارك تحميل المسؤولية بينهما.
في هذا السياق تكشف مصادر «بيت الوسط» عن وجود مساع جدّية لإعادة ملف الحكومة إلى الواجهة، معلنة أن الحريري بدأ بالفعل العمل على تحضير تشكيلة حكومية من 24 وزيراً، بعد أن أصبح العدد متفقاً عليه من الجميع، رافضة الدخول في تفاصيل ما يعمل عليه ، مع التأكيد أن الأسماء ستكون وفقاً لشروط المبادرة الفرنسية، وستكون قابلة للبحث مع رئيس الجمهورية.
وتؤكد المصادر أن ظروف اللقاء مع رئيس الجمهورية لم تتوافر بعد، ولكن لا شيء يمنع من توفرها في أقرب فرصة، مشيرة إلى أن الحريري لا يريد سوى وضوح فكرة عدم وجود أي ثلث معطل داخل الحكومة. وتضيف المصادر: «لا شيء يمنع ولادة الحكومة سوى مسألة الثلث المعطل ومسألة وزارة الداخلية، وسمعنا كلاماً في الآونة الاخيرة من قبل العاملين على خط التأليف أن فريق رئيس الجمهورية لا يسعى للحصول على الثلث المعطل، ولكننا لا نزال بانتظار الحصول على تأكيدات في هذا الخصوص».
محمد علوش – الديار