اقليمي

مفاوضات سرية جرت بين واشنطن والأسد.. ومسؤول أميركي “اضطررنا طلب دعم لبنان”

كشفت وكالة “أسوشيتد برس” عن تفاصيل مفاوضات سرية جرت العام الماضي بين الولايات المتحدة وسوريا بشأن تحرير مواطنين أميركيين محتجزين في دمشق.

وذكّرت الوكالة في تقرير نشرته اليوم الخميس بأن مسؤولين أميركيين اثنين توجها إلى دمشق في آب العام الماضي لعقد اجتماع سري مع زملائهما السوريين (واعترف البيت الأبيض بذلك في تشرين الاول)، بهدف بحث مصير الأميركيين الذين يعتقد أنهم محتجزون في البلاد، منهم الصحافي أوستن تايس الذي خطف منذ ثماني سنوات ولا يزال الغموض يلف مصيره منذ ذلك الحين.

ولفتت الوكالة إلى أن تحرير الأميركيين المحتجزين كان سيجلب منفعة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قبل أشهر من انتهاء ولايته، مضيفة أن “اختراقا بدا ممكنا”.

لكن تلك الزيارة السرية، حسب التقرير الذي يعتمد على إفادات عدد من الأشخاص المطلعين على الموضوع طلب بعضهم عدم الكشف عن هويتهم،  فشلت في تحقيق أي نتيجة، بعد أن طرح الجانب السوري سلسلة مطالب كانت ستتطلب من واشنطن تغيير سياساتها جذريا تجاه دمشق، بما في ذلك رفع العقوبات وسحب قواتها من البلاد واستئناف العلاقات الدبلوماسية الطبيعية.

وأوضح التقرير أن الوفد الأميركي، خلال اجتماع عقد في مكتب مدير إدارة المخابرات العامة السورية علي مملوك، طلب معلومات عن تايس وغيره من الأميركيين المحتجزين، منهم عالم النفس مجد كمالماز الذس اختفى عام 2017.

لكن بعد رفض الأميركيين تلبية الشروط المطروحة، لم يعرض السوريون أي معلومات ذات قيمة كان من شأنها تأكيد بقاء تايس على قيد الحياة، ما كان سيعد لحظة رمزية في الاتصالات بين الدولتين.

وكشفت “أسوشيتد برس” أن الولايات المتحدة حاولت إقامة علاقات مع دمشق قبل بدء الزيارة المذكورة.

ونقلت الوكالة عن المسؤول الأميركي كاش باتيل الذي شارك في المفاوضات بصفة كبير المستشارين لمحاربة الإرهاب في البيت الأبيض، قوله إن التحضيرات للاجتماع استغرقت أكثر من عام، مؤكدا أنه أضطر في هذا الصدد إلى طلب دعم لبنان.

كما كشف باتيل أن “شريكا للولايات المتحدة في المنطقة” أسهم أيضا في “بناء حسن النية” مع دمشق، إذ عرض على الحكومة السورية مساعدة في علاج السيدة الأولى السورية أسماء الأسد من مرض السرطان (ولم يقدم المسؤول مزيدا من التفاصيل عن هذه المبادرة).

وأعرب باتيل عن بالغ أسفه إزاء فشل الاجتماع مع السوريين، قائلا إنه يعتبر الإخفاق في إعادة تايس إلى وطنه من أكبر إخفاقاته في إدارة ترامب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى