نصرالله يحذّر من “حرب أهلية” ويتحدّث عن أسباب الأزمات… ونصيحة للحريري!
أكّد الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله أن “لبنان في قلب أزمة حقيقية وطنية كبرى اقتصادية واجتماعية ومالية وسياسية”.
وقال نصرالله خلال كلمة له بمناسبة يوم الجريح إنه “عندما نقارب أوضاعنا يجب أن لا ننسى ضرورة التصرف بعقل ومسؤولية وحكمة، محذّراً “من أي حرب أهلية أو اقتتال داخلي في لبنان وهناك جهات تسعى لذلك”، مضيفاً أنه “لا يجوز تحت عنوان الأزمة الاقتصادية والدولار وفقدان المواد الغذائية أن يندفع أحد أو نسمح لأحد أن يدفع البلد لحرب أهلية”.
وتابع “عندما يعجزون أمام المقاومة في لبنان يمكن أن يلجأوا إلى العمل من أجل حرب أهلية وفي السنوات الماضية كان هذا الخيار موجود وتم افشاله، مضيفاً “لديّ معلومات أن هناك جهات خارجية وبعض الجهات الداخلية تدفع باتجاه حرب أهلية”.
وقال: “نحن “حزب الله” لسنا في وارد اللجوء إلى السلاح من أجل تشكيل حكومة أو من أجل حل وضع اقتصادي أو مالي او اصلاح في الدولة”.
أسباب الأزمات في لبنان…
من جهة أخرى، شدّد نصرالله على أن “الأزمة التي نحن فيها لها مجموعة أسباب وإذا اردنا أن نعالج سبباً واحداً ونتجاهل بقية الأسباب فلا يؤدي ذلك الى نتيجة”. وقال: “من أسباب الأزمات السياسات المالية المتبعة وضرب القطاعات المنتجة وخاصة القطاعين الزراعي والصناعي والرهان على التسوية السياسية في المنطقة في التسعينات”. وأضاف “من أسباب الأزمات أيضاً سياسة الاستدانة والفوائد والفساد المالي والهدر والنزاعات الطائفية والسياسية في البلد”.
وتابع “من أسباب الأزمات الحروب الاسرائيلية المتعاقبة على لبنان والاحتلال الاسرائيلي لأجزاء من الجنوب والبقاع الغربي لمدة من الزمن وتبعاته”.
وأردف “من أسباب الأزمات المشروع الأميركي في المنطقة وحروبه وبالخصوص الحرب الكونية على سوريا”. وقال: “من أسباب الأزمات أيضاً تهريب الأموال الى الخارج وتجميد الودائع في البنوك وانفجار مرفأ بيروت والحراك الذي حصل بدءًا من 17 تشرين والتوترات التي تبعته”.
ولفت نصرالله إلى أن “الضغوط الأميركية على لبنان واخافته من الذهاب لخيارات اقتصادية معينة أمر اساسي في الأزمة”، مضيفاً “كل هذه الأسباب التي ذكرناها ما علاقتها بسلاح حزب الله؟”.
تشكيل الحكومة ونصيحة للحريري!
وفي سياق آخر، أكّد الأمين العام لـ”حزب الله” أنه “علينا أن لا نبسط الأمور وعلى سبيل المثال أن لا نقول للناس أن الحل هو بتشكيل حكومة بل تشكيلها هو جزء من مسار طويل”. وقال: “إذا بقيت الادارة كما هي وآليات العمل والقضاء والمحاسبة والمراقبة يعني أن القروض التي سنحصل عليها سيتم هدر كثير منها”.
وأضاف “نحن أمام وضع متكامل ونحتاج لاصلاح اداري ومالي ولسد بعض الثغرات في نظامنا السياسي”. وتابع “قدمنا تسهيلات بخصوص تشكيل الحكومة واذا اتفق الرئيس المكلّف سعد الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاثنين المقبل على حكومة اختصاصيين غير حزبيين فنحن ماضون بذلك”.
ولفت نصرالله إلى أنه “ليس المطلوب الحياد في لبنان بل المطلوب ان نكون جزءا من المحور الاميركي الاسرائيلي كما يحصل مع دول عربية”.
وشدد على أن “صندوق النقد الدولي لا يريد تقديم مساعدات بل قروض ويفرض شروطاً على لبنان”. وسأل نصرالله “هل سيتحمل الشعب اللبناني تنفيذ شرط صندوق النقد الدولي برفع الدعم عن المواد الاساسية؟”، مضيفاً “هل تستطيع حكومة الاختصاصيين تحمل قرارات مفصلية كبيرة؟”.
كما نصح نصرالله الرئيس المكلف سعد الحريري “بتأليف حكومة تستطيع تحمّل الأعباء وهو لا يمكنه أخذ كرة النار بمفرده”.
وعن حكومة الاختصاصيين، قال: “اذا لم تحميها القوى السياسية لا يمكنها اتخاذ قرارات ولا حماية البلد”، مضيفاً “أنصح باعادة النظر في قرار تأليف حكومة اختصاصيين وأنصح بتأليف حكومة تكنو سياسية، فليؤلف الرئيس الملكف حكومة تضم القوى السياسية كي تتحمل مسؤولياتها ومن يتنصل يجب ان يحاكم”.
وأردف “حكومة الاختصاصيين إذا شكلت لن تصمد ولن تستطيع أن تتحمل مسؤولية الأزمة في البلد”.
وشدد نصرالله على أنه “اذا استمر التأزيم في ملف تأليف الحكومة فالحل هو اعادة تفعيل عمل الحكومة المستقيلة ومن دون وضع شروط”، مضيفاً “مسؤولية رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب هي اعادة جمع الحكومة والتصرف”.
أما الحلّ الثاني فهو “بالتفتيش عن حلّ دستوري دقيق نراعي فيه التوازنات الطائفية ولدينا مجموعة أفكار بحاجة لنقاش”.
وعن إنهيار الليرة اللبنانية، لفت نصرالله إلى أن “حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يتحمل مسؤولية كبرى في الحفاظ على سعر الليرة اللبنانية”.